الزغلامي لـ الرأي العام : رصدنا مئات الخروقات التي ترقى إلى مستوى جرائم انتخابية
قدم ائتلاف أوفياء للديمقراطية ونزاهة الانتخابات تقريره حول نتائج رصد الإعلام إبان الحملة الانتخابية الرئاسية من 02 إلى 13 سبتمبر 2019 . وتضمن التقرير عرضا لأهم النتائج التي خلصت إليها أعمال الرصد للخروقات التي وقع تسجيلها خلال فترة الحملة الانتخابية.
وقال المدير التنفيذي لمشروع رصد وسائل الإعلام بالائتلاف، ابراهيم الزغلامي، لـ” الرأي العام” اعتمد ائتلاف أوفياء، على فريق رصد يتكوّن من 27 فردا منهم 8 أفراد يقيمون على أعمال التسجيل والنسخ والرفع إلى قاعدة البيانات و4 مكلفين بتصنيف المادة الإعلامية و12 فردا يقومون بتحليل المادة المصنفة و3 أفراد يقومون بمراجعة أعمال المحللين ، فضلا عن القائمين على أعمال الإدارة والمتابعة والتقييم والاتصال. وأشار إلى أن أغلب العاملين في على المشروع هم الصحفيين ولديهم تكوين خاص في المجال الاعلامي ولديهم خبرة في مجال الرصد وقد خضعوا جميعا لدورة تدريبية إضافية للتأقلم مع المعايير المعتمدة خلال الانتخابات وللتدرب على المنظومة الالكترونية الجديدة.
خروقات الاعلام الورقي
تحدث الزغلامي عن خروقات الاعلام الورقي حيث قام الائتلاف برصد ” 1180 مادة تم تحليلها، وكشف عن 432 خرقا وهي نسبة مرتفعة ، تقارب النسبة التي تم تسجيلها خلال الفترة السابقة للحملة الانتخابية الرئاسية”. وتابع” حوالي 60 في المائة من هذه الخروقات تصنف خطيرة ، من الدرجة الثانية ، كما تم تسجيل 7 خروقات من الدرجة الثالثة ” وحول أكثر الخروقات تداولا، أفاد بأن” الدعاية الايجابية والسلبية وصلت إلى نسبة 70 في المائة من مجموع الخروقات ” وأن ” أكثر الصحف ارتكابا لهذه الخروقات هي جريدة الشروق ( محسوبة على المنظومة السابقة، وتتهم بتلقي تمويلات أجنبية من الامارات تحديدا حيث قامت بخرق الصمت الانتخابي ببث دعاية على صفحتين للمرشح عبد الكريم الزبيدي ) ّ وأوضح بأن أكثر الصحف احتراما للمعايير هي جريدة لابراس، الناطقة بالفرنسية، وأقلها احتراما للمعايير نفسها هي جريدة ، الصحافة،( بالعربية ) التي تصدر من نفس الدار .
خروقات الاعلام المرئي
وتحدث الزغلامي عن خروقات الاعلام المرئي، حيث” تم تسجيل 432 ساعة بث من القنوات الست الخاضعة للرصد وتصنيف 375 مادة إعلامية ضمن 208 ساعة بث باعتبارها تتعلق بالانتخابات، وإدارة الشأن العام، وبعد تحليلها تم رصد 334 خرقا للمعايير الانتخابية” وعلّق قائلا” هذه نسبة مرتفعة جدا تقارب النسبة المسجلة في الفترة السابقة للحملة الانتخابية ، خصوصا وأن من بينها 171 خرقا خطيرا من الدرجة الثانية و39 خرقا من الدرجة الثالثة عالية الخطورة” .
وحول ما تم تسجيله في التقرير الأول المتعلق بالفترة السابقة للحملة الانتخابية كشف الزغلامي عن أن” 60 في المائة من تلك الخروقات ارتكبتها قناتي ، نسمة، و، الحوار التونسي، في ظل العجز الكبير لهيئة الاتصال السمعي البصري والتقاعس المريب لهيئة الانتخابات وامتناع السلطات عن التحرك لإيقاف هذا الانحدار المخل بنزاهة العملية الانتخابية، وبحق المواطنين في المعلومة الصادقة والدقيقة “.
وعن الخروقات المرتكبة من قبل قناتي، الحوار التونسي، ونسمة، أفاد بأنه” خلال الـ 12 يوما من الحملة ارتكبت قناة المذكورة 103 خروقات، وارتكبت قناة نسمة، 95 خرقا”.
وبخصوص أكثر الخروقات تكرارا أشار الزغلامي إلى أن” الدعاية الايجابية والدعاية السلبية حسب الطرف الذي يتم الحديث عنه بلغت 60 في المائة من مجموع الخروقات، يأتي بعد ذلك التحيّز وعدم الحياد بنحو 11 في المائة، من مجموع الخروقات، ثم الإشهار السياسي بنحو 7 في المائة، وتضليل الناخبين ونشر الأخبار الزائفة وتحريف المواقف بنحو 6 في المائة “.
الخروقات في الاعلام السمعي
تجاوزت الخروقات في الاعلام السمعي، الألف خرق، وفق الزغلامي” عدد الخروقات المرصودة ضمن 1476 مادة تم تحليلها وتعود إلى 14 إذاعة رسمية وخاصة، بلغ 179 خرقا، وهو رقم أقل بكثير من الرقم المسجل قبل بدء الحملة الانتخابية ” وأردف” ثلثي هذه الخروقات من الدرجة الأولى وتم تسجيل 4 خروقات من الدرجة الثالثة” .
أما أكثر الإذاعات احتراما للمعايير فقد بيّن الزغلامي أن” الإذاعات العمومية ( الرسمية ) مثل إذاعات قفصة، وتطاوين، والكاف، وصفاقس، والمنستير، والشباب” والخاصة نجد” أكسجين اف ام، وصبرة آف ام ، وابتسامة آف ام، واكسبريس آف ام”
أما أكثر الإذاعات ارتكابا للخروقات فهي ” شمس آف ام، حيث ارتكبت 83 خرقا، أي أنها ارتكبت عدد ما ارتكبته باقي الإذاعات مجتمعة وهي 14 إذاعة”.
وعن نوعية الخروقات أفاد بأنها تتعلق” الدعاية الايجابية والسلبية بنحو 65 في المائة، من مجموع الخروقات، والتحيز وعدم الحياد بنحو 10 في المائة، وغياب الدقة والموضوعية بنحو 8 في المائة ”
خروقات الإعلام الالكتروني
لم يختلف الاعلام الالكتروني في ممارسة بعض القائمين عليه عن بقية وسائل الإعلام وكان له نصبه من الخروقات” عدد الخروقات المرصودة للمعايير من ضمن 1046 مادة تم تحليلها بلغت 239 خرقا، منها حوالي ثلث هذه الخروقات تعد خطيرة من الدرجة الثانية والثالثة ” وأكثر الخروقات تداولا” الدعاية الايجابية والسلبية بنسبة 70 في المائة، من مجموع الخروقات ” أما أكثر المواقع ارتكابا لهذه الخروقات فهي” موقع باب نات، الذي استحوذ على نحو 70 في المائة من مجموع الخروقات، بحكم أنه كان أيضا أكثر المواقع تناولا لموضوع الانتخابات، حيث استحوذ على نحو 50 في المائة من المادة المحللة “.
المساواة بين المترشحين
أكد ابراهيم الزغلامي لـ” الرأي العام” على أن” الجداول الإحصائية للوقت أو المساحة المخصصة لكل قائمة أو حزب مانت مختلة خصوصا على قناة نسمة حيث سجلنا 73 في المائة من التغطية التي تقوم بها القناة المذكورة خصصتها للإشهار السياسي والدعاية الايجابية للمرشح نبيل القروي”. و” 83 في المائة من الاشهار والدعاية الايجابية موجه لفائدة نبيل القروي، ولحزبه، قلب تونس” و” 20 في المائة من التغطية المخصصة للدعاية السلبية في ذم وشتم منافسي وخصوم نبيل القوري وحزبه قلب تونس، حيث أن 87 في المائة من هذه الدعاية السلبية موجه ضد المترشح يوسف الشاهد و10 في المائة ضد حركة النهضة”.
وأشار إلى أن” المترشحان، يوسف الشاهد، ونبيل القروي، استأثرا بمستوى تغطية في الصحافة المكتوبة يتجاوز النسبة المفترضة في مبدأ المساواة والتي لا تتجاوة 4 في المائة لكل مترشح ” وأوضح بأنه” تم تخصيص لكل منهما في الصحف اليومية مساحات تقارب 4 أضعاف المساحات المخصصة لبعض المترشحين الآخرين كصافي سعيد، وسيف الدين مخلوف، على سبيل المثال”. أما الاعلام السمعي فقد استأثر” نبيل القروي ، ولطفي المرايحي، بمستوى تغطية يتجاوز 7 أضعاف التغطية التي تحصل عليها قيس سعيّد ، على سبيل المثال”.
خلاصات وتوصيات
وقال الزغلاميل لـ” الرأي العام” ” في ظل هذه الخروقات والتي ترتقي العشرات منها إلى جرائم انتخابية، ارتكبت حتى يوم الصمت الانتخابي، مثلما فعلت جريدة الشروق، التي نشرت دعاية للمترشح ، عبد الكريم الزبيدي ، وأخرى سلبية ضد حركة النهضة والتريكة في نفس العدد دعونا هيئة الانتخابات وهيئة الاتصال السمعي البصري لتحمل مسؤولياتهما، لكننا لم نر أي تحرك ، ومارستا سياسة دعه يفعل دعه يمر” وكشف عن امكانية لجوء ائتلاف أوفياء، للقضاء ، ولكن في المرحلة المقبلة لأن الجميع يريد أن تجرى الانتخابات أو بالأحرى الدور الثاني رمن الانتخابات الرئاسية في أقرب أجل ربحا للوقت، لكن الاعلام أثر على نتائج التصويت وعلى نزاهة الانتخابات وأضر بمبدأ المساواة بين المترشحين، وإن لم يحقق الأهداف التي استخدم من أجلها جزئيا لا سيما وأنه كان منقسما بين عدة معسكرات ، أهمها معسكر الزبيدي، الذي فشل في الوصول إلى الدور الثاني، ونبيل القروي الذي تمكّن من الحصول على المرتبة الثانية في الانتخابات، والهيئتين المسؤوليتين عن ذلك لها من أذن من طين وأخرى من عجين، كما يقولون.
تعليقات فيسبوك